من سجنه.. رئيس بلدية إسطنبول يدعو للوحدة بمناسبة عيد الفطر

 

أكرم إمام أوغلو، اعتقال إمام أوغلو، احتجاجات تركيا، بلدية إسطنبول، الانتخابات الرئاسية التركية، حزب الشعب الجمهوري، الأزمة السياسية في تركيا، سجن سيليفري، المعارضة التركية، أردوغان وإمام أوغلو.

في خضم المشهد السياسي التركي المضطرب، أضحى أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول المعارض، أحد أبرز الشخصيات التي تتصدر العناوين، بعد اعتقاله واتهامه بقضايا تتعلق بـ"الفساد". وعلى الرغم من تعليق مهامه، إلا أن "حزب الشعب الجمهوري"، الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، قرر تعيينه مرشحًا للانتخابات الرئاسية المقبلة، ما يعكس مدى الدعم الذي يحظى به داخل المعارضة.

رسالة أكرم إمام أوغلو في عيد الفطر

بمناسبة عيد الفطر، وجّه إمام أوغلو رسالة مؤثرة من محبسه في سجن سيليفري، دعا فيها الأتراك إلى "الوحدة والتكاتف" في مواجهة التحديات. وعبّر في رسالته التي نقلها محاموه عبر منصة "إكس" عن أمله في أن يجد الشعب التركي سبيلًا للاحتفال رغم الصعوبات، مؤكدًا أن العيد فرصة لترسيخ قيم التضامن والأخوة.

وقال إمام أوغلو في رسالته: "من يعتقد أننا لن نتمكن من الاحتفال بهذا العيد فهو مخطئ تمامًا. سنحتفل معًا، وسنجد دائمًا طريقًا لتحقيق الوحدة"، في إشارة واضحة إلى أن اعتقاله لن يثنيه عن مواصلة النضال السياسي.

موجة احتجاجات واسعة عقب اعتقاله

أثار اعتقال إمام أوغلو، الذي تم في 19 مارس، غضبًا واسعًا في الشارع التركي، حيث اندلعت مظاهرات حاشدة في عدة مدن، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة وإزمير. وعبّر الآلاف عن رفضهم لما وصفوه بمحاولة تكميم أفواه المعارضة، متهمين الحكومة باستخدام القضاء كأداة سياسية ضد خصومها.

ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية التركية، فقد تم منذ اعتقال إمام أوغلو توقيف أكثر من 1879 شخصًا على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات، بينما تم إيداع 260 منهم السجن.

الصحافة في مرمى القمع

لم تقتصر الإجراءات الأمنية على المتظاهرين فحسب، بل طالت أيضًا الصحافة. فقد تم اعتقال 12 صحفيًا على الأقل أثناء تغطيتهم للاحتجاجات، وتم إطلاق سراح معظمهم لاحقًا، لكنهم ما زالوا يواجهون اتهامات بالمشاركة في تظاهرات غير مرخصة.

إمام أوغلو: مرشح المعارضة الأبرز

رغم محاولات التضييق عليه، لا يزال إمام أوغلو يتمتع بشعبية واسعة، إذ يُنظر إليه باعتباره المنافس الأقوى للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة. ويعتمد حزب الشعب الجمهوري على شعبيته الكبيرة في إسطنبول، التي تعتبر معقلًا استراتيجيًا في السياسة التركية.

ويرى محللون أن ترشيح إمام أوغلو للرئاسة يضع الحكومة التركية أمام تحدٍ كبير، لا سيما مع تزايد الاستياء الشعبي من الوضع الاقتصادي والتضييق على الحريات السياسية.

يبدو أن المشهد السياسي في تركيا يسير نحو مزيد من التعقيد، حيث تتصاعد التوترات بين الحكومة والمعارضة. ومع استمرار المظاهرات والضغوط الداخلية والدولية، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن إمام أوغلو من تجاوز هذه العاصفة والمضي قدمًا في سباق الرئاسة؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة على ذلك.

تعليقات