- مراجعة علمية تسلط الضوء على فرضية مثيرة للجدل
- فرضية بونتزر: هل التمارين الرياضية تزيد من إجمالي استهلاك السعرات الحرارية؟
- هل تؤكد الدراسات العلمية فرضية بونتزر؟
- انتقادات لفرضية بونتزر: هل البيانات كافية لدعمها؟
- ما الذي تكشفه التجارب العشوائية الخاضعة للرقابة؟
- إلى أي مدى يمكن أن تزيد الرياضة من استهلاك الطاقة؟
- سوء فهم شائع حول تأثير الرياضة على فقدان الوزن
- ما هو الحل الأمثل لفقدان الوزن؟
- رغم أن ممارسة التمارين الرياضية تلعب دورًا مهمًا في تحسين الصحة العامة وتعزيز اللياقة البدنية، إلا أن تأثيرها على حرق السعرات الحرارية ليس بالضخامة التي يتوقعها البعض. فقد أظهرت الدراسات أن الجسم يمكن أن يُعوّض جزئيًا عن استهلاك الطاقة الزائد، مما قد يجعل فقدان الوزن أكثر تحديًا مما يُعتقد.
- أقوى الأدلة العلمية حول تأثير التمارين الرياضية على حرق السعرات الحرارية
- أدلة قوية من التجارب العلمية
- ماذا تعني هذه النتائج؟
- في حين أن ممارسة التمارين الرياضية تعد أداة رائعة لتحسين الصحة العامة وتعزيز اللياقة البدنية، إلا أنها ليست الحل الوحيد لفقدان الوزن. لذا، من الضروري الجمع بين النشاط البدني ونظام غذائي متوازن لتحقيق نتائج فعالة ومستدامة.
.jpg)
جدل علمي حول تأثير التمارين الرياضية على حرق السعرات الحرارية: حقيقة أم خرافة؟
لطالما اعتُبرت ممارسة التمارين الرياضية من العوامل الأساسية لفقدان الوزن وحرق السعرات الحرارية، حيث يُروَّج لها باعتبارها وسيلة فعالة لتعزيز عملية التمثيل الغذائي وتسريع استهلاك الطاقة. لكن في السنوات الأخيرة، بدأ بعض العلماء في التشكيك في مدى صحة هذا الاعتقاد، حيث طرحوا تساؤلات حول مقدار السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم نتيجة لممارسة النشاط البدني، وما إذا كان تأثير التمارين الرياضية على إنفاق الطاقة محدودًا أو حتى مبالغًا فيه.
مراجعة علمية تسلط الضوء على فرضية مثيرة للجدل
بحسب تقرير نشره موقع Science Alert، ناقش كل من ديلان تومسون، أستاذ علم وظائف الأعضاء البشرية في جامعة باث، وخافيير جونزاليس، أستاذ التغذية والتمارين الرياضية في نفس الجامعة، دراسة علمية تدور حول فرضية أطلقها عالم الأنثروبولوجيا التطورية هيرمان بونتزر عام 2012، والتي تدعي أن الجسم يقوم بتعديل استهلاكه للطاقة بطريقة مقيدة، حتى لو زادت مستويات النشاط البدني.
.jpg)
فرضية بونتزر: هل التمارين الرياضية تزيد من إجمالي استهلاك السعرات الحرارية؟
أحد أكثر الأفكار المثيرة للجدل التي طرحها بونتزر هي أن الجسم يمتلك آلية طبيعية لضبط استهلاك الطاقة، بحيث لا يؤدي النشاط البدني إلى زيادة ملحوظة في السعرات الحرارية المحروقة يوميًا. وفقًا لهذه الفرضية، فإن الجسم يعوض عن أي زيادة في النشاط البدني من خلال تقليل الطاقة المستهلكة في العمليات البيولوجية الأخرى مثل التمثيل الغذائي أثناء الراحة.
وفي كتابه Burn الذي نُشر عام 2021، ادعى بونتزر أن الجسم البشري "يحرق السعرات الحرارية ضمن نطاق ضيق للغاية، يقدر بحوالي 3000 سعر حراري يوميًا، بغض النظر عن مستوى النشاط". وبالتالي، استنتج أن النشاط البدني ليس له تأثير كبير على إجمالي إنفاق الطاقة اليومي.
هل تؤكد الدراسات العلمية فرضية بونتزر؟
رغم أن هذه الفرضية لاقت اهتمامًا واسعًا، إلا أن أبحاثًا أخرى تُظهر أدلة متناقضة حول مدى دقتها. فقد استند بونتزر في نظريته إلى دراسات مراقبة قارنت بين استهلاك الطاقة لدى مجموعات مختلفة من الأشخاص حول العالم، ومن أبرز هذه الدراسات البحث الذي أجراه على قبيلة هادزا في إفريقيا، التي لا تزال تمارس أسلوب حياة يعتمد على الصيد وجمع الثمار.
على الرغم من النشاط البدني المكثف الذي يقوم به أفراد القبيلة يوميًا، لاحظ بونتزر أن استهلاكهم اليومي للطاقة لا يختلف كثيرًا عن استهلاك الشخص الغربي العادي، مما عزز فرضيته حول وجود سقف ثابت لاستهلاك السعرات الحرارية.
انتقادات لفرضية بونتزر: هل البيانات كافية لدعمها؟
في عام 2023، خضعت فرضية الاستهلاك المقيد للطاقة للمراجعة العلمية، حيث خلص الباحثون إلى أن هذه النظرية تثير بعض الأسئلة المهمة، لكنها تعاني من نقص في الأدلة المقنعة.
فعلى سبيل المثال، تُظهر بيانات المراقبة التي جمعها بونتزر أن استهلاك السعرات الحرارية يمكن أن يتفاوت بمقدار 1000 سعر حراري يوميًا بين الأفراد في نفس الفئة العمرية. وهذا التناقض يتعارض مع ادعائه بأن الحد الأقصى لاستهلاك السعرات الحرارية ثابت عند 3000 سعر حراري يوميًا.
ما الذي تكشفه التجارب العشوائية الخاضعة للرقابة؟
على عكس الدراسات الرصدية، تُعتبر التجارب العشوائية الخاضعة للرقابة أكثر دقة في تحديد العلاقة بين النشاط البدني وحرق السعرات الحرارية، حيث تتيح للباحثين مقارنة مجموعات مختلفة من الأشخاص مع التحكم في جميع العوامل باستثناء متغير واحد فقط (في هذه الحالة، مستوى النشاط البدني).
تشير هذه التجارب إلى أن اتباع برنامج رياضي منتظم ومكثف، يصل إلى خمس مرات في الأسبوع لمدة 6-10 أشهر، يؤدي بالفعل إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية يوميًا. وقد تم تسجيل هذا التأثير الإيجابي لدى كل من الرجال والنساء، سواء كانوا في منتصف العمر أو الشباب.
.jpg)
إلى أي مدى يمكن أن تزيد الرياضة من استهلاك الطاقة؟
رغم تأكيد الأبحاث على أن ممارسة الرياضة تؤدي إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية، إلا أن حجم هذا التأثير ليس دائمًا كبيرًا كما يعتقد البعض.
فعلى سبيل المثال، ممارسة التمارين في صالة الألعاب الرياضية وحرق 600 سعر حراري خلال الحصة التدريبية لا يعني بالضرورة أن إجمالي السعرات المحروقة في اليوم سيرتفع بنفس المقدار. ويعود ذلك إلى عوامل مثل التعويض السلوكي، حيث قد يقلل الشخص من نشاطه الحركي في بقية اليوم بعد التمرين، أو استبدال النشاط البدني، بحيث يحل التمرين الجديد محل نشاط آخر كان يتم ممارسته في العادة.
.jpg)
سوء فهم شائع حول تأثير الرياضة على فقدان الوزن
أحد الأسباب التي تجعل الكثيرين يبالغون في تقدير تأثير الرياضة على حرق السعرات الحرارية هو أنهم يرون أن ممارسة التمارين تتطلب جهدًا كبيرًا، وبالتالي يتوقعون نتائج سريعة وملحوظة. لكن الحقيقة هي أن خمس ساعات من التمارين أسبوعيًا تمثل حوالي 4% فقط من وقت الاستيقاظ، وبالتالي فإن التأثير الكلي على استهلاك الطاقة قد يكون أقل مما يتوقعه البعض.
ما هو الحل الأمثل لفقدان الوزن؟
استنادًا إلى نتائج الأبحاث، يمكن القول إن ممارسة التمارين الرياضية وحدها ليست كافية لفقدان الوزن بشكل فعال، بل يجب أن تكون مصحوبة بنظام غذائي متوازن للتحكم في إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة.
إليك بعض النصائح الفعالة لتحقيق فقدان الوزن بطريقة صحية ومستدامة:
- الجمع بين التمارين الرياضية والنظام الغذائي:
- ركز على تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف للحفاظ على الشعور بالشبع.
- تجنب الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية.
- تنويع النشاط البدني:
- مارس تمارين القوة إلى جانب التمارين القلبية (الكارديو) لتعزيز عملية التمثيل الغذائي.
- أضف الأنشطة اليومية مثل المشي وصعود الدرج للحفاظ على مستوى مرتفع من الحركة.
- تجنب تعويض السعرات الحرارية الزائدة:
- لا تعتمد فقط على الرياضة كمبرر لتناول المزيد من الطعام.
- انتبه إلى إشارات الجوع الحقيقية، ولا تتناول الطعام بناءً على الرغبة العاطفية.
رغم أن ممارسة التمارين الرياضية تلعب دورًا مهمًا في تحسين الصحة العامة وتعزيز اللياقة البدنية، إلا أن تأثيرها على حرق السعرات الحرارية ليس بالضخامة التي يتوقعها البعض. فقد أظهرت الدراسات أن الجسم يمكن أن يُعوّض جزئيًا عن استهلاك الطاقة الزائد، مما قد يجعل فقدان الوزن أكثر تحديًا مما يُعتقد.
لذلك، فإن الحل الأمثل لفقدان الوزن بشكل مستدام هو تبني نهج متوازن يجمع بين التمارين الرياضية المنتظمة والتغذية الصحية، مع الأخذ في الاعتبار أن فقدان الوزن ليس مجرد مسألة حرق سعرات حرارية أكثر، بل يتعلق أيضًا بضبط العادات الغذائية ونمط الحياة بشكل عام.
أقوى الأدلة العلمية حول تأثير التمارين الرياضية على حرق السعرات الحرارية
يبدو أن جزءًا كبيرًا من سوء الفهم المتعلق بتأثير التمارين الرياضية على حرق السعرات الحرارية وفقدان الوزن ينبع من التوقعات غير الواقعية بشأن عدد السعرات التي يمكن حرقها خلال التمرين.
غالبًا ما يتم الترويج لفكرة أن ممارسة الرياضة هي الحل السحري لفقدان الوزن، ولكن الأدلة العلمية الحديثة تشير إلى أن الزيادة في معدل الحرق اليومي نتيجة النشاط البدني قد تكون أقل مما يتوقعه معظم الناس.
.jpg)
أدلة قوية من التجارب العلمية
رغم الجدل الدائر حول مدى تأثير الرياضة على معدل التمثيل الغذائي، فإن أقوى الأدلة تأتي من التجارب العشوائية الثلاثية القوية، والتي توفر بيانات موثوقة حول تأثير النشاط البدني على استهلاك السعرات الحرارية.
تُظهر هذه التجارب بوضوح أن التمارين الرياضية تزيد من استهلاك الطاقة اليومي، ولكن ليس بالقدر الذي يتوقعه البعض. فقد أظهرت الدراسات أن معدل الزيادة في السعرات الحرارية المحروقة بسبب الرياضة يكون محدودًا إلى حد ما، لأن الجسم يقوم بتعويض هذا التأثير جزئيًا عبر تقليل الطاقة المستهلكة في وظائف أخرى، مثل التمثيل الغذائي أثناء الراحة.
ماذا تعني هذه النتائج؟
- التمارين الرياضية تساهم في زيادة استهلاك السعرات الحرارية، لكنها ليست الحل الوحيد لفقدان الوزن.
- حرق السعرات الحرارية من خلال الرياضة ليس بنفس الفعالية التي يعتقدها البعض، خاصة إذا لم يكن هناك تحكم في النظام الغذائي.
- التوقعات غير الواقعية حول تأثير التمارين الرياضية يمكن أن تؤدي إلى الإحباط، إذا لم تتم رؤية النتائج المرجوة بسرعة.