بعد تدهور حالته.. صرخة استغاثة لإنقاذ متحف اللوفر

متحف اللوفر لورانس دي كار ترميم متحف اللوفر مشاكل تسرب المياه تقلبات درجات الحرارة حماية الأعمال الفنية زيارة المتحف الحكومة الفرنسية لوحة الموناليزا الثقافة الفرنسية
 

 حالة متحف اللوفر: تحذيرات من تدهور المبنى وطلب المساعدة الحكومية

تعتبر زيارة متحف اللوفر في باريس تجربة ثقافية فريدة، حيث يضم مجموعة من الأعمال الفنية التي لا تقدر بثمن، بما في ذلك لوحة الموناليزا الشهيرة. ومع ذلك، حذرت رئيسة المتحف لورانس دي كار من تدهور حالة المبنى التاريخي، مشيرة إلى مشاكل خطيرة تهدد سلامة الأعمال الفنية.

 **تحذيرات رئيسة المتحف**

في رسالة موجهة إلى وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، كشفت دي كار عن القلق المتزايد بشأن حالة المتحف. وأكدت أن المبنى الذي يعود تاريخه إلى قرون مضت يعاني من تسرب المياه وتقلبات مقلقة في درجات الحرارة، مما يهدد سلامة الأعمال الفنية القيمة التي يحتضنها. 

متحف اللوفر لورانس دي كار ترميم متحف اللوفر مشاكل تسرب المياه تقلبات درجات الحرارة حماية الأعمال الفنية زيارة المتحف الحكومة الفرنسية لوحة الموناليزا الثقافة الفرنسية


 **المشاكل الحالية**

تشير التقارير إلى أن تسرب المياه قد يؤدي إلى أضرار جسيمة في الجدران والأرضيات، مما قد يؤثر على الأعمال الفنية المعروضة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التقلبات في درجات الحرارة قد تؤدي إلى تلف المواد الحساسة المستخدمة في الفنون. هذه المشاكل تتطلب تدخلاً عاجلاً لضمان حماية التراث الثقافي.

 **طلب المساعدة العاجلة**

في ظل هذه الظروف، طلب متحف اللوفر مساعدة عاجلة من الحكومة الفرنسية لترميم وتجديد قاعات العرض وتعزيز حماية الأعمال الفنية. يُعتبر اللوفر واحدًا من أكثر المتاحف زيارة في العالم، حيث استقبل 8.7 مليون زائر في العام الماضي فقط. 

متحف اللوفر لورانس دي كار ترميم متحف اللوفر مشاكل تسرب المياه تقلبات درجات الحرارة حماية الأعمال الفنية زيارة المتحف الحكومة الفرنسية لوحة الموناليزا الثقافة الفرنسية

 **تاريخ متحف اللوفر**

بُني قصر اللوفر في أواخر القرن الثاني عشر وكان مقر الإقامة الرسمي لملوك فرنسا لعدة قرون. تخلى الملك لويس الرابع عشر عن القصر لصالح قصر فرساي في القرن السابع عشر، وفي عام 1793 تم تحويله إلى متحف لعرض مجموعة من الأعمال الفنية الملكية.

 **التحديات المرتبطة بالزوار**

تواجه زيارة اللوفر تحديات جديدة تتعلق بالازدحام. صُمم المتحف لاستقبال أربعة ملايين زائر سنويًا، لكنه شهد إقبالاً غير مسبوق بزيارة 10.2 مليون زائر في عام 2018. وقد وضعت دي كار حداً أقصى للزوار يبلغ 30 ألفًا في اليوم لتجنب الازدحام.

 **مشقة الزوار**

أشارت دي كار إلى أن زيارة المتحف أصبحت "مشقة جسدية" بسبب عدم كفاية اللافتات ونقص المناطق المخصصة للراحة. كما أن مرافق تناول الطعام والمرافق الصحية لا تلبي احتياجات الزوار بشكل كافٍ.

**التكلفة المقدرة للتجديد**

لم تتطرق رسالة دي كار إلى حجم التمويل المطلوب، لكن قناة بي.إف. إم التلفزيونية ذكرت أن تكاليف التجديد قد تصل إلى 500 مليون يورو (520 مليون دولار). يمثل هذا التحدي للحكومة الفرنسية برئاسة إيمانويل ماكرون، التي تواجه صعوبة في الحصول على موافقة البرلمان على ميزانيتها لعام 2025.

 **المحادثات الجارية**

أفادت صحيفة لو باريزيان بأن المحادثات جارية بين مكتب ماكرون ووزارة الثقافة واللوفر بشأن كيفية معالجة هذه القضايا. وأكد مصدر مطلع أن "الرئيس يتابع هذه المسألة باهتمام منذ شهور".


متحف اللوفر لورانس دي كار ترميم متحف اللوفر مشاكل تسرب المياه تقلبات درجات الحرارة حماية الأعمال الفنية زيارة المتحف الحكومة الفرنسية لوحة الموناليزا الثقافة الفرنسية

 **خطاب ماكرون أمام اللوفر**

بعد انتخاب ماكرون لأول مرة في عام 2017، ألقى خطاب فوزه أمام متحف اللوفر، مما يعكس أهمية المتحف كمؤسسة ثقافية وطنية. كما كانت حدائق التويلري المحيطة بالمتحف لها دور مهم خلال دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024.

**خطط التجديد المستقبلية**

إضافة إلى التجديد الشامل للمتحف، تدرس إدارة المتحف بناء جناح جديد للوحة الموناليزا وإنشاء مدخل جديد بالجانب الشرقي لتخفيف الازدحام عند المدخل الهرمي الشهير. 

 **أهمية الحفاظ على التراث الثقافي**

يعتبر الحفاظ على التراث الثقافي أمرًا بالغ الأهمية لأي مجتمع. يمثل متحف اللوفر جزءًا كبيرًا من الهوية الثقافية الفرنسية ويجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

إن التحذيرات التي أطلقتها رئيسة متحف اللوفر تشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية هذا المعلم الثقافي الهام. يجب على الحكومة الفرنسية العمل بسرعة لضمان تجديد المتحف وتحسين تجربة الزوار مع الحفاظ على الأعمال الفنية القيمة التي يحتضنها.

إن الحفاظ على تاريخ وثقافة الأمم هو واجب جماعي يتطلب التعاون بين المؤسسات الحكومية والثقافية والمجتمع المدني لضمان استدامة هذا التراث للأجيال القادمة.


تعليقات